غزة-ضياء الكحلوت
يأمل المبعد فهمي كنعان (35 عاما) أحد مبعدي كنيسة المهد الستة والعشرين إلى قطاع غزة، أن يعود إلى أهله ومدينته بيت لحم جنوب الضفة الغربية، خاصة مع تفاقم معاناتهم في القطاع وقلة الرواتب التي يتلقونها وقلة الاهتمام الرسمي بهم.
ويضطر فهمي كنعان والكثير من المبعدين إلى التواصل اليومي مع ذويهم في الضفة الغربية عبر الاتصالات والتي تكلفهم الكثير، في ظل سُلف من رواتب حكومية يحصلون عليها مع الموظفين.
وعلى أعتاب العام الخامس في رحلة الإبعاد داخل الوطن الواحد، يقول كنعان: " رغم احتضان قطاع غزة الحبيب لنا وعدم إحساسنا بالغربة إلا أننا نحلم بالعودة إلى مسقط رأسنا لأننا نحِن إلى الأرض التي تربينا فيها ونشأنا في أزقتها".
ولا يبدي كنعان تفاؤلاً في إمكانية إدراج قضية المبعدين ضمن صفقة التبادل التي يجري الحديث عنها، ويقول: "لا أتأمل –رغم كل الوعودات- أن يتم إدراجنا ضمن صفقة تبادل الأسرى بالجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط".
وأضاف كنعان: "ليس كل ما يقال يصدق، فقد تلقينال الكثير من الوعود من قِبل المسؤولين لكن أحداً لم يتابع القضية ويتم دوماً تجاهلنا".
وانتقد كنعان عدم وجود جهة متابعة لأوضاع المبعدين وظروفهم الاقتصادية والنفسية التي يمرون فيها، مشيراً إلى أن بعض المبعدين توفي أفراد من عائلتهم دون أن يتمكنوا من المشاركة في توديعهم، واصفاً تشتيتهم في وطنهم بالانتهاك الخطير لحقوقهم وآدميتهم.
وكان مبعدو المهد أقاموا خيمة احتجاج لثلاثة أيام الأسبوع الماضي وسط ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة لمطالبة المسؤولين من الرئاسة والحكومة العمل الجاد لحل قضيتهم وإعادتهم إلى ذويهم في ظل نسيان شبه تام لقضيتهم.
من ناحيته، قال المبعد مجدي دعنا إن لقاءً جمعهم مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية قبل أيام وأن اللقاء الذي وصفه "بالصريح والجدي" تناول قضيتهم وطرق حلها.
ووعد هنية المبعدين في غزة وأوروبا وعددهم الكلي 39، بإدراج قضيتهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، والعمل على إعادتهم إلى ديارهم التي أبعدوا عنها قسراً في العاشر من أيار عام 2002.
ونقل المبعدون عن هنية قوله إنه ناقش قضية المبعدين مع الجهات المعنية، مؤكداً أن عودتهم جميعاً إلى ديارهم ستكون ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وآسري الجندي جلعاد شاليط.
وأعرب دعنا عن أمله في العودة إلى أهله ومسقط رأسه، رغم احتضان أهل غزة له ومساعدتهم الكبيرة للمبعدين، وقال: "أنا لا أشعر بالغربة ولكن أتمنى أن اعود إلى أهلي وأن نجتمع جميعاً كما كنا قبل خمسة سنوات".
من جهته، أوضح المبعد علي علقم أن المبعدين لم يتمكنوا من مقابلة الرئيس محمود عباس وأنهم يحاولون منذ عام ونصف الاجتماع بالرئيس كلما زار قطاع غزة ليبلغوه صورة معاناتهم ولكن دون جدوى ودون وعود باللقاء".
ووجّه علقم انتقاداً لاذعاً للسلطة متسائلاً: "كيف يعقدون "الصفقة المشبوهة" في ساعات قليلة ويعجزون عن إعادتنا وإنهاء معاناتنا رغم الأعوام الخمسة التي قضيناها في غزة"، متهما في ذات الوقت السلطة بعدم الاهتمام الكافي بالمبعدين وتجاهل معاناتهم".
وكشف المبعدون أنهم ينوون التوجه للمجلس التشريعي لاستدعاء خالد سلام (محمد رشيد)، أحد مهندسي صفقة الإبعاد، لمعرفة فحوى الاتفاق وبنوده، باعتبار ذلك حقاً طبيعياً لهم، داعين إلى التنسيق مع الجهات المختصة للضغط باتجاه السماح لزوجات بعض المبعدين اللاتي غادرن القطاع إلى الضفة بالعودة إلى القطاع من جديد، ليكن بالقرب من أزواجهن وأطفالهن.
ويشكو المبعدون من التجاهل الرسمي لقضيتهم والذي لمسوه خلال الأعوام الخمسة الماضية، رغم أن قضيتهم إنسانية ووطنية وأنهم أبعدوا عن الكنيسة نتيجة مقاومتهم للاحتلال في ما يسمى بحملة السور الواقي العدوانية على الضفة الغربية.
وعلى الرغم من احتضان قطاع غزة للمبعدين الستة والعشرين إلا أنهم لا يشعرون بالراحة التامة في القطاع رغم كل التسهيلات والتقارب بينهم وبين الغزيين ويتمنون العودة إلى ديارهم ليتذكروا أيام الطفولة والصبا التي سلبها الاحتلال منهم، وفي عيون المبعدين الأمل في العودة إلى ديارهم حاملين شعار "سنعود حتماً وإن طال الابعاد".
21/04/2007 -
الثلاثاء فبراير 05, 2008 12:18 am
