بينما كنت أتجول في إحدى المنتديات الفتحاوية وإذا بي أرا هذا الموضوع
وهو محمد دحلان في ذمة الله ::: اسم الكاتب : د . سمير محمود قديح
فقررت أن أأتي به إلى هذا المنتدى لتقرأوه
بينما كنت أتجول في بعض أسواق قطاع غزة لكي أشاهد بأم عيني ما يجري من ارتفاع للأسعار ، فاقترب مني احد البائعين المتجولين عارضا علي عدد من الميداليات والصور ، فأخذت أتفقدها وإذا بها تحتوي على صور الأخ محمد دحلان ، فقلت له أنت تريد قتلي ! فقال لي لا تخاف ، إن صورته ترعبهم وإذا شاهدوها معك لن يستطيعوا المساس بك ، فقد بعت منها عدد كبير ، وعليها اقبال من جميع المواطنين ، قمت بأخذ إحدى الميداليات ووضعتها في جيبي وقلت الله يستر ، لان هذه جريمة كبرى وربما يكون الحكم فيها قطع الأرجل والأيدي من خلاف ' حسب الشريعة الإسلامية ' ، استمريت في السير حتى وصلت إلى ميدان فلسطين ' الساحة ' بغزة ، وهنا شعرت بالاطمئنان عندما شاهدت عدد كبير من المواطنين يتجمعون أمام إحدى البائعين والذي يضع استيريو ضخم وبداخله شريط أغاني وطنية وجميعها للأخ محمد دحلان ، وكلما جاء اسم دحلان في الأغاني تسمع التصفيق والتهليل والهتافات ' بالدم بالروح نفديك يا أبو فادي ' ، ' أبو فادي قالها فتح وإحنا ارجالها ' ، هنا شعرت بعظمة هذا الرجل وحب أبناء شعبه له .
الجميع في غزة ينتظر عودة هذا القائد المناضل ، فغزة وأهلها لم ولن تتخلى عنك يا أبا فادي ، فأنت اختارك الله لتكون لنا قائدا وحاميا لمشروعنا الوطني ، وما قدمته من خدمات لهذا الوطن لا تعد ولا تحصى ، فالجميع في انتظارك وانتظار عودتك إلى غزة .
ورغم التحريض المستمر على هذا القائد الشجاع ، إلا أن الالتفاف الجماهيري في قطاع غزة يزداد حوله يوميا بعد يوم مطالبين بعودته بين أهله وأبناء شعبه ، وما يروجه المروجون من إشاعات مدسوسة مصدرها الاحتلال وأعوانه ، بان دحلان لن يعود إلى غزة فهم واهمون ، وعندما نسمع في وسائل الإعلام أن القائد المناضل ' أبو فادي ' ذهب للعلاج في الخارج ، مباشرة تبدأ الإشاعات ورسائل الجولات أن محمد دحلان قد توفى في الخارج أو ' محمد دحلان في ذمة الله ' ، فأقول لهم أن كل نفس ذآئقة الموت ، وان الإنسان يشمت في كل شيء إلا الموت وكما قال الله تعالى ' إنك ميت وإنهم ميتون ' .
فلماذا هذه الإشاعات التحريض والفتنة والكذب والنميمة التي نهى عنها الإسلام في الكتاب والسنة ، ولكن مهما فعلتم لن تستطيعون إيقاف عزيمة هذا القائد من أن يستمر في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج .
وصدق قول الله تعالى فيهم ' يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ' . فهذا الحب والالتفاف الجماهيري حول القائد المناضل محمد دحلان هو من عند الله تعالى ، ومهما تأمروا وتطاولوا عليه إلا انه سيبقى كالبدر في أعيننا وسيبقى وجهه يشع نورا رغم انف الحاقدين . إن المناضلين والشرفاء أغنياء عن التعريف ، والأخ ' أبو فادي ' مشهود له بنضاله ووطنيته منذ نعومة أظافره ، فقد قدم ولا زال يقدم الغالي والثمين من اجل خدمة هذا الوطن .
ومن هنا وإيمانا مني بالقدرة السياسية والأمنية والروح الوطنية العالية والذكاء الحاد الذي يتمتع به هذا الرجل والخدمات العظيمة التي قدمها لأبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات ، وأقولها للجميع وبصراحة ' ليس فينا وليس منا من يفرط بهذا المناضل الشريف ' ، والذي نال إعجاب الكثيرين من الشعوب العربية ، فما بالكم بأبناء شعبه ووطنه .
لم أرى أو اسمع من قبل عن أخلاق حسنة وروح وطنية عالية مثل الذي يتمتع بها هذا الرجل الفتحاوي . أينما ذهب في بقاع الأرض تجد الجماهير الفلسطينية في الوطن الشتات تبحث عنه ، فقد شاهدته على شاشة التلفاز في رام الله والعشرات يلتفون حوله لتقبيله والسلام عليه واخذ الصور التذكارية معه ، وبدأت الشبيبة التي أحاطته تهتف بأهازيج فتحاوية مرحبة بهذه الشخصية القيادية العظيمة ، وقد شاهدت أيضا مسيرات حاشدة في مخيمات شعبنا الفلسطيني في لبنان ، رفعت خلالها صورا للأخ المناضل محمد دحلان ، دعما لمواقف هذا القيادي البارز ، والذي اعتاد على كشف الحقائق ومصارحة الجمهور بكل ما يرتكب من أخطاء في حق أبناء شعبه ووطنه .
وعلى الرغم من الحرب الإعلامية التي تشن ضد هذا الرجل وتشويه صورته وتهديده بالقتل ، إلا أن الالتفاف الجماهيري حوله يزداد يوما بعد يوم ، لان جماهير شعبنا الفلسطيني تعلم أن هذا المناضل الفتحاوي الأصيل ينبذ الفتنة والقتل ولم يكن يوما محرضا ضد أحد ، بل قدم ولا زال يقدم الكثير من اجل خدمة أبناء شعبه ووطنه ، هذا الرجل الذي كافح وناضل ليوفر الأمن والأمان للمواطنين ، اثبت وبالفعل للجميع أن فلسطين بلد منضبط يحترم القانون الذي لا يعلو فوقه احد والجميع يعرف خدماته التي قدمها ' والشمس لا تغطى بغربال ' .
وهو الداعي دوما إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف ، مناشدا أبناء فتح وقياداتها إلى ضرورة الوصول لاتفاق مع حركة حماس وبأي ثمن ، مقدما خدماته التي تعودنا عليها وباستمرار ، ودعمه لأي فكرة تخدم الوحدة الوطنية والخروج من الأزمة الحالية ، وذلك لإيمانه المطلق بان مصالح شعبنا أهم بكثير من المصالح الحزبية .
هذا الفارس العملاق ، قدم الكثير من الجهد والعمل ، ونذر حياته لخدمة ابنا شعبه ووطنه ولحركته الرائدة ' فتح ' ، التي قدمت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى في نضال مستمر قرابة نصف قرن من الزمن ، كان ولا زال شعله من الحركة والنضال رغم كل ما قيل فيه وعليه ، فهذا الفلسطيني المناضل ، ساهم وبكل جدية في إعادة بناء وترتيب البيت الفتحاوي إلى جانب إخوانه الرفيقين الودودين له ، الشهيد القائد ' ياسر عرفات ' رحمه الله ، والأخ المناضل الكبير ' محمود عباس ' لم يكن ذات يوم باحثا عن منصب ، بل جاءت الزعامة منقادة إليه ، ألهب حماس مستمعيه بالكلمة ، فقادهم إلى المقاومة ، تلك اللغة التي لم يفهم الأعداء غيرها ، لم تأخذه في الحق لومه لائم ، ولم تعزه الجرأة لقول الحقيقة في وجه زعماء ووزراء وحتى رفاق . نعم انه محمد يوسف دحلان ' أبو فادي ' ، هذا الوطني الفلسطيني ، الرجل السياسي ، ورجل الأمن والمناضل والإنسان ، ابن مخيم خانيونس ، احد ابرز مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية عام 1981 ، أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي خمس سنوات في الفترة من 1981 – 1986 قبل إبعاده بقرار عسكري إسرائيلي إلى الأردن عام 1987 ، وكان قد تلقى تعليمه في الجامعة بغزة ، حيث برز نشاطه المميز والملحوظ كقائد طلابي يناضل ضد الاحتلال وأعوانه ، التحق بالعمل مع القائد الشهيد ' أبو جهاد ' وكان ذراعه اليمنى ، حيث شارك في تنسيق فعاليات انتفاضة عام 1987 ، وكان اصغر الأعضاء سنا في المجلس العسكري الأعلى المكلف بمتابعة شئون الثورة الفلسطينية ، عاد إلى أرض الوطن عام 1994 حيث أسس وترأس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة ، وقد شارك في المفاوضات التي جرت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مرحلة ما بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 ، وكان عضواً أساسياً في الفريق التفاوضي الفلسطيني الذي أنجز اتفاقيات غزة – أريحا والاتفاق الانتقالي واتفاقية واي ريفر ، وكذلك كان ضمن فريق المفاوضات في كامب ديفيد وطابا ، وكان ضمن الفريق التفاوضي بشأن ملف الأسرى والذي أتاح الإفراج عن 9500 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال منهم خمسمائة من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات وهو يعتبر أحد أركان المفاوضات السياسية من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط ، وذلك لما يتمتع به من مصداقية وعلاقات سياسية ومهنية في الأداء والتعامل كسب على أثرها احترام المؤسسات والفصائل المعارضة والشخصيات المحلية والإقليمية والدولية ، هذه العلاقات لم تمنعه من التمسك المطلق بكافة الثوابت الوطنية المقدسة بالنسبة للشعب الفلسطيني ، وقد شغل ولا زال يشغل عضوية المجلس الوطني الفلسطيني وعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني وعضوية المجلس الثوري لحركة فتح . حمله شارون مسئولية الهجوم على حافلة للمستوطنين في غزة في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2000 وشن هجوما على مكتبه وتوعده بالقتل ، وكان قد استقال من العمل في السلطة الوطنية الفلسطينية عام 2002 بسبب الأداء السياسي الداخلي ، رغم ذلك بقي على علاقة خاصة وممتازة مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، ولا زال شخصية سياسية رئيسية ذات حضور مميز ، ' وقد وصفه البعض بأنه نسخة مصغرة أو شابة لياسر عرفات ' . وكان قد شغل منصب 'وزير شؤون الأمن' ومسيّراً لوزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية الأولى برئاسة الأخ المناضل محمود عباس عام2003 ، وكذلك شغل منصب وزير الشؤون المدنية في الحكومة التي شكلها الأخ أحمد قريع بعد انتخاب الأخ محمود عباس رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية عام 2005 ، وقد كلّفه الرئيس محمود عباس منسقاً للجنة الوزارية الفلسطينية ومسؤولاً عن ملف الانسحاب في فترة الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة أنجز خلالها اتفاقية العبور والحركة التي أتاحت لآلاف المواطنين التحرك بحرية على معبر رفح دون أية تدخل إسرائيلي ، وقد خاض الانتخابات التشريعية الثانية في يناير 2006 مرشحاً عن حركة فتح في دائرة خان يونس ، وفاز بأعلى الأصوات على مستوى المحافظة وأصبح عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني، و يرأس حالياً لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وعلى الرغم من السيرة النضالية المشرفة لهذا المناضل المعطاء ، إلا انه يتعرض يوميا لانتقادات وإشاعات تحريضية تهدف إلى تشويه صورته وسمعته الطيبة العطرة ، ولكن هذه الهجمة القذرة ما هي إلا نقد سخيف تزيده احتراما وتقديرا ، فـ حقيقة أن الناس لا تلقي بالطوب إلا الأشجار المثمرة ، فهذا الرجل لأنه يعطي ويبني ويؤثر ، يواجه حربا ضروسا لا هوادة فيها من النقد الآثم المر ومن التحطيم المدروس والاهانة المتعمدة ، لأنه يفوق الآخرين صلاحا وعلما وأدبا ، ومع ذلك ما زاد إعجابنا بالأخ المناضل ' أبو فادي ' ، هو صموده أمام كل المتآمرين ، وبقائه كالصخرة الصامتة المهيبة ، تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء ، غير مبالي لكلام هؤلاء الحاقدين وأمانيهم الغالية في تعكير حياته وتوقفه عن خدمة أبناء شعبه ووطنه
الإثنين فبراير 04, 2008 5:05 pm
